بيب غوارديولا: لعنة الأمتار الأخيرة!
05 May 202212:09 PM
بيب غوارديولا: لعنة الأمتار الأخيرة!
كتب الياس الشدياق في موقع mtv: 

لم يخطر في بال المدرب بيب غوارديولا أن لقب دوري أبطال أوروبا الذي أحرزه مع فريق برشلونة عام 2011 سيكون آخر كأسٍ يرفعه في مسيرته التدريبية، مهما أعطي من إمكانيات مادية وأينما وُجد، في بايرن ميونيخ أو حتى في مانشستر سيتي.

"الفيلسوف"، لقب أطلق على غوارديولا من قبل عشّاقه وهو لقبٌ يستحقه بالفعل على المسيرة العظيمة التي حققها ويحققها منذ توليه مسؤولية تدريب الفريق الأول في نادي برشلونة الاسباني عام 2008 حتى يومنا هذا، محققاً 9 ألقاب دوري في اسبانيا وألمانيا وانجلترا، لقبين دوري ابطال أوروبا عامي 2009 و2011 مع برشلونة، 3 ألقاب السوبر الأوروبي، ناهيك عن بطولات الكأس وغيرها في الدول الثلاث التي درّب فيها.

ولكن أمام هذه الأرقام "التاريخية"، عانى "الفيلسوف" نفسه من لعنة "الأمتار الأخيرة" في دوري أبطال أوروبا بعد مغادرته برشلونة، فهو أُقصي من الدور نصف النهائي من البطولة الأوروبية في 4 مناسبات، 2013/14 و2014/15 و2015/16 مع بايرن ميونخ، 2021/22 مع مانشستر سيتي وكان أُقصي مع برشلونة سابقاً في مناسبتين بموسمي 2009/10 و2011/12، متساوٍ مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو أكثر مدربين يتم إقصائهما من نصف النهائي.

وصل غوارديولا عام 2016 الى مدينة مانشستر "الزرقاء" لأهداف عدّة، حقق أغلبها وبقي لديه هدفًا وحيدًا وهو تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا الذي لم يرفعه يومًا النادي الإنكليزي، ولكن في موسمه الأول خرج الفريق من دور الـ 16 أمام موناكو، ومن الدور ربع النهائي من المواسم الثلاث اللاحقة أمام ليفربول، توتنهام واولمبيك ليون، فيما وصل النهائي العام الماضي وخسر أمام تشيلسي.

في لقاء الإياب أمام ريال مدريد، كان مانشستر سيتي بحاجة للتعادل فقط من أجل التأهل الى النهائي للموسم الثاني على التوالي، ولكن حصل ما لم يكن في حسابات المدرب الاسباني، فالأخير اعتبر أنه تأهل حكمًا مع هدف رياض محرز في الدقيقة 73، حتى تبديلاته أظهرت وكأن غوارديولا بدأ يفكر بالنهائي، ليأتي هدف التعادل ثم التقدم والفوز من ريال مدريد، خلال أقل من عشر دقائق فقط، لتنهار معه أحلام غوارديولا.

مدرب "السيتي" يتحمل مسؤولية الخسارة طبعًا، فتغييراته كانت غير منطقية، بحيث قرر إخراج دي بروين عند الدقيقة 72 وأشرك بدلًا منه الألماني إلكاي غوندوغان، مما تسبب في ضعف منظومة خط الوسط، وبعدها أشرك البرازيلي فرناندينيو بدلًا من محرز (د. 85) باحثاً عن الحفاظ على تقدمه، لكن كان لقراراته تأثيرا سلبيًا على وسط وهجوم الفريق.

بعد عودة ريال مدريد في النتيجة وتفوقه في الوقت الأصلي، افتقد غوارديولا وفريقه للحلول الهجومية وبدا فريقًا عاجزًا عن إحداثِ أي خرقٍ أمام ريال مدريد الثائر وصاحب الخبرة الواسعة بكيفية العودة في الثواني الأخيرة، وهو ما فعله في دوري الأبطال أمام باريس سان جيرمان وتشيلسي.

ريال مدريد لعب بشخصية وروح كبيرتين بينما افتقد مانشستر سيتي لهذه الشخصية التي لم يتمكن غوارديولا يومًا من زرعها في أي فريق درّبه منذ العام 2011، ليفشل مرّة جديدة في رفع كأس "الأبطال" وينتظر لصرف ملايين الدولارات من جديد على تعزيزاته لربما ينجح يومًا بذلك.